الخميس، 3 ديسمبر 2009

دا زميلي في الجامعة !!! - الجزء الأول

كثيراً ما نسمع هذه العبارة وليس فقط في الجامعة، فبعد القرارات الرشيدة والمجيدة التي أصدرتها الكثير من وزارات التعليم "بالسماح بالاختلاط في المؤسسات التعليمية" ونحن نسمع هذه العبارة في كل مكان من كل من هب ودب، هذه إحدى القصص من "وحل الواقع " كما أحب أن أسميه.الشخصيات خيالية أما الأحداث فهي  من الواقع
الأب: البنت كبرت وهتخش الجامعة خلاص
الأم: آه والله الأيام بتجري بسرعة
الأب: بس هنعمل إيه في حكاية الاختلاط اللي في الكلية والحاجات اللي بتحصل البنت ما تعرفش حركات الشباب بتاعة اليومين دول
الأم: إيه يا بو العيال بس إنت مش واثق في بنتك ولا إيه ؟؟ (طبعاً الأم هنا تلعب دور الواثق من نفسه بشكل كبير) البنت أنا مفهماها ومعرفاها الصح من الغلط وهي كبرت ما عادتش صغيرة - يعني نترك لها الحبل على الغارب !! - وبعدين الموضوع مش بالسوء اللي انت متخيله هي هتبقى حياتها كلها الكلية وأنا هتأكد من ده - طبعاً الأم تحاول لعب دور سحس بمب ولكنها كالعادة تفشل في ذلك كما سنرى - يدخل الأخ الأكبر في الحوار وكالعادة يبدأ بإبداء رأيه (اللي ما حدش محتاج يسمعه) .
الأخ الأكبر: بس لبسها لازم تغيره (وهنا يلتفت له الأب والأم ويرمقونه بنظرة نارية)
الأب: بتقول إيه يا ابن الكلب
الأخ الأكبر (بلا مبالاة): لازم تغير لبسها أي شاب بيجذبه في البنت لبسها ومعروف إن الذباب ما بيتلمش غير على الأطعمة المكشوفة
لازم تلبس لبس محتشم أكتر من كده
الأب في نفسه: أنا هوريك يا ابن الكلب
الأم: شايف يا حاج من ساعة ما كبر ورجله شالته ما بقاش يعجبه حاجه جاي بيشكك في تربيتك للبنت
الأب (وكمن وجد بصيص نور من بعيد): غور من وشي يا ابن الكلب هي حصّلت إنك تشكك في أختك وفي يا ابن الكلب؟؟ (لا أدري لماذا يحب بعض الآباء أن يسبوا أنفسهم كثيراً) أما أبقى أموت ابقى ربّيهم بمعرفتك.
يدخل الأخ الأكبر غرفته كالمعتقل في غرفته، وقد فرضت عليه الإقامة الإجبارية وحل عليه غضب كل من في البيت .


تبدأ الدراسة، وما إن تطأ قدم البنت الحرم الجامعي حتى تشهق شهقة: إيه ده أوسع من حوش المدرسة بتاعتنا (يخرب بيت عبط النسوان)، تذهب إلى أحد البنات وتسألها: لو سمحتي هوا مدرج أولى فين ؟؟ فتنظر لها البنت - من فوق لتحت - : إنتى أولى ؟؟ إيه اللي جابك الكلية دي ؟؟ (المجموع يا بنت الهبلة جاية أتفسح يعني ؟؟) المدرج هناك أهو، بس خللي بالك لازم تشدي حيلك والدكتور فلان ده دكتور شديد، الدكتور علان ده زي العسل هتنجحي في مادته بس لازم تذاكري أوي - نبيهة أوي البت دي أمال أنا داخله أحلق المفروض إني هذاكر - المهم ينتهي الحوار المقيت الذي يشعر الطالب بالسنة الأولى أنه كائن فضائي يستحق الشفقة من كل كائن حي داخل أسوار الكلية، تدخل البنت قاعة المحاضرات، وكالعادة المنظر المعتاد البنات في الصفوف الأولى، الأولاد في الصفوف الأخيرة، في المنتصف "الحبيبة" (لحقوا يحبوا بعض إمتى دول؟؟)، الكثير يتسائل ما الحكمة من جلوس الأولاد في الصفوف الأخيرة، أقولها كأحد الشباب عن تجربة وعن سؤال الكثير من أقراني "عشان ينشّن على المزة اللي هتظبطله الكيميا" تبدأ المحاضرة الأولى يبدأ دكتور المادة بالتعريف عن نفسه ويبدأ بالكثير من الكلام عن نفسه، وعن أمجاده في حرب الإستنزاف وحرب أكتوبر ودوره في كنس الطائرات المدمرة أيام النكسة، وعن دوره في ربط أحذية الجنود أيام أحمد عرابي، وعن بطولاته الرياضية ورشاقته الغير عادية، ثم يتحول بالكلام عن الطلبة "اللي طالعين من الثانوي اللي الانجليزي بتاعهم ما ينفعش ببصلة، اللي الرياضيات بتاعتهم لعب عيال بالنسبة للي هيشفوه في الكلية، ثم يبدأ بالشرح فتجد القاعة كلها صامتة وأفواههم مفتوحة كالبلهاء (والرّيالة مترين)، يعلق الدكتور بعد أن شاهد وجوه الطلبة : إيه يا اولاد ده كلام بسيط وسهل أمال هتعملوا إيه لما نخش قدام في بقية الكتاب (اللي لسه سيادته ما اتكرمش وطبعه لحد الآن)، تنتهي المحاضرة وقد بدأ الطلبة مشوار " كيف تدخل جحشاً وتخرج حماراً قبل البكالوريوس" يأتي أحد الطلبة القدامى في الكلية: أنا أحمد سعيد طالب في تانية هنا في تانية في الكلية، البنت : طب وأنا أعملك إيه يعني ؟؟ أحمد سعيد: أنا حبيت أعرّفك بنفسي يعني لو محتاجة حاجة أو كده يعني، البنت : متشكرين يا خوي محل الخردوات آخر الشارع اللي هنا، تبدأ بالتعرف على زميلاتها الجدد: أنا إسمي سالي وانتي إسمك إيه ؟؟ ، ترد عليها: أنا هدى تشرفنا إنت منين، ترد سالي: من هنا ترد هدى: وأنا برضه من هنا تشرفنا، بقولك إيه معاكي المحاضرة ؟؟ أصل أنا ما فهمتش حاجة من الدكتور، ترد سالي: لا والله هي مش كاملة ناقصها شوية حاجات (وهي ناقلة المحاضرة وكان ناقص ترسم الدكتور على جنب في الكشكول)، ترمقها هدى بنطرة احتقار ثم تقول : خلاص أنا هتصرف فرصة سعيدة، ثم تبدأ سالي (وهذا إسم بطلة القصة) بالتعرف على بقية زميلاتها، تقول إحداهن بضجر وتململ: أنا شكلي هاخد كورس في المواد دي، تنظر لها سالي : إزاي ؟؟ هوا في كورسات في الكلية ؟؟، ينظر لها الجميع وكمن قالت شيئاً قبيحاً: إنت عبيطة يا بنتي ؟؟ أكيد في كورسات في الجامعة، دا انتي تاخدي كورسات وما تحضريش، صمتت تقلّب الفكرة في رأسها وحين عادت إلى البيت، بابا أنا عايزة آخد كورسات - قالتها لأبيها وأمها - كورسات ؟؟!! كورس علاج يعني ولا إيه ؟؟،- يقول الأب والأم بعدم فهم- ، قالت سالي: لأ كورسات تبع الكلية في المواد، تنظر لها الأم: إنتي لحقتي ؟؟؟ دا انتي لسه في أول يوم؟؟ وبعدين ابن بنت جوز عمة خالة اللي جابو أهلك ذاكر ونجح من غير كورسات، تذهب البنت إلى غرفتها كالمغلوبة على أمرها (مش أول مرة على فكرة هي عارفة إن طلبها هيتنفذ بس لازم التمثيلية دي) ، تقول الأم: إيه يا حاج كده تكسف البنت وتكسر خاطرها ؟؟ كل زمايلها بياخدوا كورسات وهي عايزة تعمل زيهم (لا أدري من أين أتت الأم بكل هذه المعلومات وفي أول يوم) الأب: وأنا هجيب مصاريفها منين بس ؟؟، الأم: أنا هتصرف ما تقلقش من الناحية، وهنا وافق الأب فوراً...


ويبدأ فصل جديد ...




هناك 3 تعليقات:

  1. لقد صغت ما كان يحدث ومازال يحدث فى المجتمع الجامعى والاسرى اهنئك على اسلوب الاكثر من رائع فى السرد لكن هل تعتقد ان هذا لا يحدث فى كل الاسرى المصرية والمجتمعات الجامعية
    فلا الاسرة تهتم بما ترديها الابنة لايمانهم بصدق تربيتهم ولا المجتمع الجامعى تطور ليمحو ما يحدث من تلك الافعال ؟؟
    وكاننا نعيش فى حلقة مفرغة لا بداية لها ولا نهاية


    تحياتى

    ردحذف
  2. أولاً شكراً لك لكلماتك الرقيقة ولمتابعتك لمواضيع مدونتي

    ثانياً: هو واقع للأسف وأنا متفق معك في ما قلت، ولهذا كانت هذه القصة

    أنا الآن بإذن الله بصدد إصدار الجزء الثاني ولكن هو بحاجة إلى بعض التنقيح حتى يخرج بالصورة التي ترضيك وترضي زوار مدونتي المتواضعة

    ردحذف
  3. بالمناسبة مدونتك جميلة جداً

    ردحذف